"لا مبادرة رئاسية سعودية".. دريان مكرّمًا في دارة بخاري

كرّم سفير المملكة العربية السعودية في لبنان، وليد بخاري، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في حفل عشاء أقامه على شرفه في دارته في اليرزة، في حضور أغلبية النواب المسلمين السنة.

 من جهته، شكر المفتي دريان، السفير بخاري على "هذا الحفل"، مؤكّداً أن "أي لقاء يجمع اللبنانيين مرحب به"، ومشدّداً على أن "المسلمين السنة في لبنان هم مكون أساسي في الخيار والقرار الوطني وينبغي أن يكونوا موحّدين على الثوابت اللبنانية التي تضمن حقوق الجميع دون استثناء".

كما دعا دريان، بحسب ما أفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى، إلى "الالتزام والتمسك باتفاق الطائف نصاً وروحاً وأي كلام خلاف ذلك هو مرفوض ومدان ويعقّد الحلول التي لا يمكن إلا أن تكون من خلال اتفاق الطائف الذي أجمع عليه اللبنانيون بدعمٍ عربي ودولي".

وحذر المفتي دريان "من يحاول إيهام الناس بأن القرار بانتخاب رئيس للجمهورية بيد فئة من اللبنانيين دون أخرى"، لافتاً إلى أن "الجميع معني ومشارك باختيار الشخصية الرئاسية التي ستكون مؤتمنة على النظام والدستور ليبقى لبنان سيداً حراً عربياً مستقلاً متعاوناً مع أشقائه العرب والدول الصديقة"، مبدياً ارتياحه وتأييده "لكل ما يبحث في اللجنة الخماسية التي يعول عليها الكثير من الانفراجات، وهي تؤكد ما يطمح إليه اللبنانيون وتتعاطى بحكمة عالية ودراية مخلصة ودبلوماسية مشهود لها في تطوير الحوار البناء للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية أولاً قبل أي شيء آخر"، ومعتبراً أن "الحوار الوطني هو مطلب الجميع ولكن يبدو متعثراً لعدة أسباب، وهذا يتطلب مزيداً من الوحدة والإقدام على أخذ مبادرات فورية وفي طليعتها انتخاب رئيس وتأمين حاجات الناس المعيشية".

وفي السياق، أكّد المفتي دريان أن "الفشل ممنوع والحذر والتأني مقبول، وتمسكنا بالثوابت الوطنية هو من إيماننا المطلق بأن لبنان لا يمكن إلا أن يعيش بجناحيه المسلم والمسيحي على أسس العيش المشترك التي ضمنها الدستور في المساواة والمواطنة بين كل اللبنانيين، ولا ينبغي أن ينكفئ أحد عن دوره بل مشاركة الجميع هي الأساس لضمان الحقوق والطمأنينة، وهذا ما تسعى له دار الفتوى في توحيد الرؤية الوطنية والرؤى مع كافة الأطياف السياسية والمرجعيات الدينية، وما قامت به بجمع نواب المسلمين السنة في اللقاء الوطني الذي عقد منذ عام في الدار كان في هذا الإطار، وصدر عنه توصيات وطنية بامتياز حدد فيها مواصفات رئيس لكل اللبنانيين الذي ينبغي للنواب أن ينتخبوا على أساسها، فانطلاقاً من ذلك نعاهد اللبنانيين بأننا لن نوفر جهداً في التعاون مع كل المعنيين في عملية انتخاب الرئيس للوصول إلى حلول أو قواسم مشتركة نستطيع من خلالها إيجاد مخرج بالتعاون مع عمقنا العربي وفي مقدمته المملكة العربية السعودية الحريصة على لبنان واللبنانيين وبقية الأشقاء العرب".

وأشار المفتي دريان إلى أن "المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال تقدم الدعم والمساعدة للنهوض بالوطن، ودار الفتوى واللبنانيون أوفياء لمملكة الخير ولكل الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت مع لبنان في كل مراحل أزماته"، موصياً "نوابنا أن يكونوا كعهدنا بهم أقوياء في كلمة الحق موحدين لخدمة لبنان، يكثفون لقاءاتهم واجتماعاتهم لبلورة موقف واحد جامع، وأن يسارعوا إلى انتخاب رئيس يتمتع بمناقبية عالية وصفات حميدة جامعاً للبنانيين وأميناً على قسمه وحفظ اتفاق الطائف وتنفيذه".

بدوره، أكد السفير بخاري أن "موقف المملكة العربية السعودية ثابت في دعمها للبنان الدولة والمؤسسات ومساعدة اللبنانيين وحرصها عليهم، وهي تقوم بجهود دائمة ومتواصلة وكبيرة في اللجنة الخماسية وتقدم كل الأفكار والطروحات التي تساهم في إنقاذ لبنان"، لافتاً إلى أنه "ليس لدى المملكة أي مبادرة لدعم هذا أو ذاك من الأسماء المطروحة لتولي رئاسة الجمهورية، ولا تتدخل في أسماء المرشحين وهي على مسافة واحدة من الجميع، وهذا خيار للسادة النواب وهي تطرح معايير ومواصفات فقط"، مشيراً إلى أن "السعودية تتمسك بوثيقة الوفاق الوطني، وبتنفيذ اتفاق الطائف الذي حمى اللبنانيين ويحميهم، وتؤيد أي لقاء فيه خير للبنانيين وتتمنى أن يجري انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد".